ولادة عصر جديد:
شهد عام 2017 بداية مرحلة إزدهار غير مسبوقة لقطاع الضيافة في المملكة العربية السعودية مدعومةً بخطط تهدف لاستثمار المليارات في للسياحة وجذب المزيد من الزوار إلى المملكة التي تتمتع بإمكانيات هائلة تساهم بدورها في تحقيق المزيد من النمو لهذا القطاع.
النقاط الرئيسية:
كان عام 2017 استثنائياُ لقطاع السياحة السعودي
في الوقت الذي يشهد فيه قطاع السياحة والترفيه في المملكة نمواً كبيراً، يواصل قطاع الضيافة السعودي نموه وتطوره مواكبة لدخول العديد من العلامات التجارية والمفاهيم الجديدة إلى السوق في عام 2017 عبر تسخير إمكانيات المملكة الضخمة. وقد واصلت السعودية تصدرها بامتلاكها أكبر عدد من الغرف الفندقية قيد الإنشاء في منطقة الشرق الأوسط، إذ أنها تعد المكان الأمثل للإستثمار حيث بلغ عدد الغرف 40,020 غرفة موزعة على 89 مشروعاً قيد الإنشاء وفقاً لأحدث بيانات من “STR للمعلومات الفندقية”.
إضافة إلى ذلك، قُدرت القيمة الإجمالية لمشاريع الاستثمار السياحي في المملكة العربية السعودية بـ 1,9 مليار دولار وفقاً لـ"ميد" (المصدر: SHIC press release).
تحقيق رقم قياسي للافتتاح فنادق جديدة بالمملكة عام 2017
وقد تم خلال عام 2017، افتتاح 68 فندقاً جديداً في المدن الرئيسية للمملكة العربية السعودية في كلاً من الرياض وجدة والخبر ومكة المكرمة -أكثر المناطق إزدحاماً في المملكة- وتضم هذه الفنادق الحديثة 29,033 غرفة فندقية، وتهدف لتطوير قطاع الضيافة السعودي، وفقاً لتقرير TOPHOTELPROJECTS لإنشاءات الفنادق في المملكة العربية السعودية.
استمرار السياحة الدينية في النمو والإزدهار مدعومةً باستثمارات في البنية التحتية
تتركز نسبة كبيرة من الفنادق السعودية، قيد الإنشاء، على المدن المقدسة، حيث يتوقع الاقتصاديون ارتفاع عدد سياح المدن المقدسة إلى 30 مليون سائحاً بحلول العام 2025. ولمواكبة الطلب المتزايد، تم ضخ أكثر من 82,7 مليار دولار (310,16 مليار ريال سعودي) في مشاريع من شأنها أن تساهم في تعزيز القدرة الاستيعابية لكل من الحرم المكي الشريف والمطار الرئيسي في جدة وتعمل على تسهيل الوصول للمدن المقدسة. وتجري الآن أعمال تطوير الحرم الشريف بتكلفة تقدر بـ 26,6 مليار دولار تهدف إلى زيادة القدرة الاستيعابية من 600,000 إلى 2.2 مليوناً، وتمكين 400,000 حاجاً ومعتمراً من الطواف حول الكعبة / الساعة.
يمهد هذا التطور الطريق لازدهار مفاهيم الضيافة المتخصصة، بما في ذلك فنادق مكارم التي تقدم خدمات ضيافة سعودية أصيلة – وفقاً لمعايير عالمية- والتي تكللت بالنجاح في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة. أوجدت فنادق مكارم مكانتها من خلال تقديم ضيافة إسلامية فريدة مصحوبة بخدمات فائقة العناية لتلبية احتياجات نزلائها من ضمنها توفير موظفين مدربين لتوجيه وإرشاد الزوار خلال رحلتهم الدينية.
من منظور الاقتصاد الكلي: تم تعزيز ثقة المستثمرين في قطاع الضيافة السعودي من خلال خطط رؤية 2030، والتي بدأت في إحداث تأثير ملحوظ في 2017 من خلال:
أ- إنشاء إطار جاذب للاستثمارات : بدأت حملة إنشاء الشراكات بين القطاعين العام والخاص في جذب المزيد من الاستثمارات الخاصة لمجالات الاقتصاد السعودي التي يتم تموليها عادة من القطاع الخاص بما في ذلك الفنادق.
ب- التركيز على السياحة كقطاع رئيسي للنمو الاقتصادي في المستقبل، مع الصناعة التي تسمى الآن بـ" النفط الأبيض".
وفقاً لمجلس السفر والسياحة العالمي WTTC فإن قطاع السياحة السعودي يمثل 10.2% من الناتج الإجمالي لعام 2016، وتعتبر هذه النسبة أعلى من متوسط الناتج الإجمالي لدول منطقة الشرق الأوسط والذي يبلغ 9.1%؛ نتيجة لجهود المملكة الحثيثة لتنويع اقتصادها وتحقيق رؤية 2030- التي تخطط لإعداد أكبر اقتصاد عربي لعصر ما بعد النفط. ومن المتوقع أن تنمو عائدات السياحة الدولية بنسبة 5.8% سنوياً بين عامي 2018 و2022، وفقاً لتقرير حديث من أبحاث BMI. وقطاع الضيافة هو المستفيد الرئيسي.
تماشياً مع رؤية 2030، شهد عام 2017 بداية التحول الاجتماعي والسياحي للمملكة العربية السعودية وسط تغيير اجتماعي تاريخي قاده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
• من منظور السياحة الداخلية: وضعت خطة تنمية وتطوير فرص الترفيه في المملكة، التي قادها ولي العهد، الأسس لتعزيز السياحة الداخلية، مما يصب في مصلحة قطاع الضيافة.
• من منظور دولي: بهدف مضاعفة أعداد السياح سنوياً إلى 30 مليون سائحاُ بحلول عام 2030، كشف ولي العهد النقاب عن عدد من المشاريع الضخمة ومنها مشروع نيوم ومشروع البحر الأحمر
• التأشيرات: وفي نهاية العام الماضي، أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن الاستعدادات على قدم وساق لإطلاق التأشيرات الإلكترونية في الربع الأول من عام 2018 لـ"جميع المواطنين الذين تسمح دولهم لمواطنيها بزيارة السعودية" وقال واصفاً المناظر الطبيعية الخلابة في المملكة بأن " المملكة كنز كبير جدا" وأضاف "نحن لسنا مجرد تجار نفط فقط". المصدر:
وفي عام 2018، بات المستقبل مشرقاُ أمام قطاع الضيافة السعودي. وقد تم مناقشة الفرص الاستثمارية الضخمة للمملكة العربية السعودية في مؤتمر الاستثمار الفندقي السعودي الذي عُقد تحت شعار "التركيز على المستقبل". وقام الشريك الاستراتيجي "دور للضيافة" باستضافة هذا الحدث في "فندق ماريوت الرياض" في 26 فبراير 2018، مما يعكس دور الشركة كطرف أساسي في قطاع الضيافة السعودي.
سيشهد الاقتصاد السعودي تحولاً إيجابياً في السنوات القادمة بعد تنفيذ الحكومة للمبادرات المعلنة مؤخراً التي تعزز الثقة في الاستثمارات السياحية.
ستساهم الشراكات بين القطاعين العام والخاص في المملكة العربية السعودية بتقديم فرص جديدة لجذب الاستثمار في قطاع الضيافة.
ستواصل الرؤية السعودية 2030 فتح الأبواب أمام الاستثمارات الخاصة.
في الوقت الذي تركز فيه نسبة كبيرة من المشاريع على المدن المقدسة، فإن تطوير وإنشاء الفنادق سيشمل أيضاً المدن والمناطق الأخرى مثل: المدن الثقافية والمواقع الأثرية.
ستزدهر الشركات التي تتمتع بسجل حافل في مجال تطوير الضيافة في المملكة العربية السعودية مثل: شركة "دور للضيافة" نتيجة للتقدم الكبير الذي شهده عام 2017، ولتلبية الطلب المتزايد على الجودة الفندقية ومفهوم الشقق الفندقية في مواقع استراتيجية في جميع أنحاء المملكة.